ايه اللي بيخلينا نقول ان الطفل وهو صغير قدرته على الحفظ وانه يتعلم لغات أقوى وأفضل.!؟
و احنا بردو اللي بنقول في موقف تاني ” يعني هو هيفتكر انه زعل من الحقنة، ولا انه اتفطم بدري!؟”
وأنا صغيرة في إعدادي كدة حبيت التطريز اوي وتعلمته مع مدرسة سعودية حقيقي مافيش في جمالها وإتقان شغلها، و بعدين قعدت مدة طويلة جداًمشغلتش ايدي فيها، و بعدين قبل ما أولد فُرات كنت عايزة اعملها تطريز على هدوم ليها تبقة مميزة، وأول ما بدأت و لضمت الخيط لقيت ايدي فاكرة الغُرز و فاكرة تفاصيلها.
نفس الموقف اتكرر معايا أنا وسارة أختي. كنا زمان بنتدرب تنس أرضي وكان من أحلى الرياضات اللي اتعلمناها سوا، من فترة كان نفسنا اوي نلعب تاني، و بالصدفة سارة لقت مكان فيه (paddle tennis) ولما جربته اتفاجأت , قالتلي، فظيع حلو جداً و لقتني لسة فاكرة اللعب و الطريقة. والرابط هنا ان ذاكرة العضلة أو الذاكرة العضلية، هي اللي موجودة حتى لو انت مش فاكر و مش عارف انت عملتها ازاي لكن العضلة فاكرة، لأنها مارست دة مرات كتير جداً فا خلاص عملت ذاكرة عضلية طويلة المدى.
قرأت مرة زمان عن قصة لسيدة عندها فوق ال٥٠ سنة بقالها ١٠ سنين في تاريخ معين من السنة بيجيلها أعراض شبه أعراض الذبحة، رغم ان ماعندهاش اي تاريخ طبي ولا أي حاجة طبية تثبت الوجع القوي اللي بيجيلها في قلبها وبيوصل بيها لحالة الإغماء، لما حاولت ممرضة تعرف منها هو اتكرر امتى، لقت جوزها بيرد عليها انه اول مرة بدأ فيها كان بعد وفاة صديقة قريبة منها. ولما حكت للممرضة تفاصيل اللي حصل معاها، اكتشفت انها كل السنين دي كانت مشاعرها بتسترجع كل الحزن اللي حسته وماعرفتش تتعامل معاه وقتها غصب عنها وانها فجأة بتلاقي الأوجاع دي و بيغمى عليها.
نرجع نجاوب بقة على سؤالنا هو الطفل قدرته على التعلم وذاكرته قوية في الحاجات الملموسة بس زي القراءة والقصص وتعلم اللغات وضعيفة في تذكر مشاعر الألم والفقد والإنفصال وبالتالي الفطام ولا كلهم بنفس القوة ؟ ولا ايه اللي بيخليه يفضل فاكر؟ طيب ولو نسي الموقف هل رواسب الموقف كمان بتتنسي وتتمسح ولا ليها تبعات هتبان قدام ونكتشف انها كانت بسبب موقف معين؟
الطفل جايز لما يكبر مايفتكرش الموقف بتفاصيله اللي هو اتضحك عليه فيه وأخد الحقنة على غفلة أو أي موقف استغفلته فيه وعيط يومها قد ايه, بس في الجزء اللاواعي في مخه مع تكرار المواقف هيخلي عنده أزمة ثقة، وأرق وتوتر من إنك تغيب عن عينه مثلاً.
ماحدش فينا فاكر ولا هيفتكر هو اتفطم ازاي ولا زعل قد ايه ساعتها. لكن تعالى نتخيل كدة ان اكتر حاجة انت متعلق بيها وعارف انها بتطمنك ومصدر أمانك وراحتك وغذائك, حد قرر فجأة يقولك انها بقت وحشة خلاص أو يخوفك منها أو الأسوأ يحملك احساس انت لسة مش فاهمه اصلاً وهو احساس الذنب انه كدة هيتعبك أو يأذيك!
دراسات كتير دلوقتي بتتكلم عن اضطرابات القلق والتوتر اللي بتظهر عند اطفال اعمارهم لا تتجاوز ال٥ سنوات لأسباب أغلبها سلوكية و اجتماعية بتبدأ من عند الأب و الأم. ودة اللي يخلينا نتأكد ان خطوة الفطام هي خطوة مؤثرة جداً على نفسية الطفل والمفاجئ انها كمان مؤثرة جداً على نفسية الأم. كأنها كدة علاقة واتنين قرروا مع بعض انهم هينفصلوا بس بالتراضي وساعتها ماحدش هيطلع زعلان ولا مكسور خاطره ولا حاسس انه ضحى على حساب التاني. لأن في الحقيقة الفطام على قد ما بنشوفه انه انفصال للطفل عن مصدر الغذاء اللي اتعود عليه بقاله كدة طويلة من وقت ما عينه فتحت عالدنيا إلا انه انفصال أكبر من كدة.
بيبقة انفصال عاطفي كمان للأم وللطفل, ودي سهل نثبتها من غير دراسات, الأم بتقضي تقريباً مش اقل من تلتين يومها في عملية الرضاعة سواء الطبيعية او الرضاعة الصناعية وتحضيرها. ودة مش زي تحضير الغدا كدة بتعمله بشوية مكونات في الحلة وهي عارفة ومتأكدة كل طبخة هتاخد قد ايه بالظبط. بالعكس دة كل مرة بمشاعر مختلفة. مرة وهي مستعجلة عشان جعان, ومرة وهي مبسوطة ومرة وهي متوترة عشان عيان ومرة وهي قلقانة عليه ومرة وهي موجوعة لكن الرابط العجيب انها في كل المرات بتعمله بحب وبتعمله بنوايا مختلفة أهمها تكبره وتحميه وتحمي صحته.
فا تخيلي علاقة مهمة زي دي بتقدمي فيها كل المشاعر دي اللي بتتشرب مع كل رضعة وقصادها تاخدي حب وتعلق ولمسات شكر وامتنان تقرري فجأة تقطعيها وتبقة خلاص (بح)
مين محتاج يجهز للفطام ؟
الأم هي أول شخص لازم يكون جاهز للخطوة المهمة دي, لازم تكون مستعدة نفسياً وذهنياً من غير ما تكون متعرضة لعشرين ألف مرة (انتي لسة مافطمتيش) و(افطميه عشان ياكل كويس) و( هتفضلي ترضعيه لحد امتي). أنا كنت حاسة اني ممكن اقعد ارضع بنتي لحد ابتدائي عادي بس ماخدش الخطوة دي وهي تعيط عياط هستيري وأنا اتعب ونفسيتي تتأثر وبالتالي علاقتنا هتبوظ.
فا ماتققليش هيتفطم ومش هترضعي لحد المدرسة. بس محتاجة تاخدي الخطوة وانتي مفهمة نفسك ان اكيد هيبقة فيه زعل بس نقدر نخليه بسيط بالتفاهم وبتدريج الموضوع.
وبعدها تبدأي تجهزي طفلك بالتدريج, ودة بيجي بالكلام الكتييييير, وبالقصص ودي موجودة دلوقتي كتير عن الفطام وعن الأكل وعن كل حاجة. وكمان بالتشجيع ودة يخليكي تدوري وتعرفي من بدري ايه لغة حب طفلك وتعرفي ايه اللي بيوصله حبك وتشجيعك غير الرضاعة.
يعني الأحضان, انه يتشال شوية, انه يجي يقعد في حضنك وتحكيله حاجة. كل طفل هيكون عنده طريقة تعويض. لأنك بتفطمي أكل ومشاعر.
بعد ما تكوني اتكلمتي وفهمتي, نبدأ نقلل بالتدريج مافيش حد بيجري وراكي, الصبح مافيش رضاعة عشان مثلاً احنا كبرنا وبقينا والشمس موجودة بناكل وبنشرب عصير وبنتمشى اكتر ونبدأ نملى يومه بأنشطة تنسيه الحتة دي وبالتالي ممكن يرهق وينام واحنا بنعمل نشاط منهم.
وهكذا كل يوم نشيل رضعة لحد ما يفضل وقت الليل. ودة فيلم الرعب بتاع الأمهات في الفترة دي.
ممكن نحوله لفيلم دراما أو أكشن في الأول وبعد كدة هيبقى كوميدي. مثلاً ياكل أكلة مشبعة وتاخديه في حضنك من غير ما نجيب سيرة النوم وتقعدوا تقرأوا قصص. ياكل بردو وننزل نلف شوية بالعربية. ياكل كويس وبابا ياخده في حضنه ويتمشى او يحكي حواديت, هينام أسرع بس بابا هيخاف يتعود على كدة. المهم في كل خطوة خليكي فاكرة حاجة مهمة “انك انتي كمان بتتفطمي زيه بالظبط ومحتاج تمهيد وتدريج ومساعدة وعادي جداً ترجعي في كلامك في نص السكة وتبدأي لما تستعدي” دي علاقة العمر كله.
الأمهات أبطال و بيجاهدوا نفسهم و بيختبروا قوتهم وقدراتهم طول الوقت وكل أم بتختار الطريقة اللي تقدر عليها و تتحملها، لكن “الفطام التدريجي” واحد من الحاجات الجميلة و المهمة في حياة الطفل و لو أي أم استغلته صح، وثقفت نفسها وماترعبتش منه زي مانا كنت مرعوبة منه اكتر من الولادة ذات نفسها هتكتشف انها عندها قدرات خطيرة وبطلة. و هتبني ثقة أكبر عند طفلك في قدراته و في شخصيته هتفرق معاه طول عمره.
انا معنديش اطفال بس فعلا بعد المقال دا اتحمست انى اجيب طفل و افطمه فطام تدريجي من كتر ما اسلوبك في الكلام مسهل الامور و مبسطهالي شكرا يا حنان على ال tips الجميله البسيطه اللى بتسهل علينا حياتنا 💖
أنا فاكرة اول ما ولدت بنتي كنت بتابع اونلاين مع دكتورة في امريكا وكنت ماشيه على كل تعليماتها بالحرف وطبعاً ده كان عامل مشاكل رهيبة مع والدتي و والدة جوزي..ولما بنتي بقى عندها ٦ شهور قررت أنا و الدكتورة اننا هنفطمها من الرضاعه الليلية و ان النوم هيبقى معتمد على الحدوته وعملنا كدة فعلاً وعلى السنه قررنا ان الرضاعه هتكون ٣ مرات بس في اليوم ..وعلى السنه و نص كانت مرتين الصبح و مرة قبل النوم ب ٣ ساعات وده حقيقي خلاني عند السنتين وانا بفطم متعبتش ابداً بالعكس الموضوع اخد بس ٣ ايام وكان بالاتفاق الكامل مع البنت محتجناش وقتها للأساليب الكتير الغلط التانية وكان كله بالكلام والاستبدال و حقيقي كانت من انجح واحلى التجارب في حياتي وكان نهج مشيت عليه بعدين في كل حاجة سواء الفصل في اوضة لوحدها او الحضانه او التمرين او المدرسة كله بالتدريج والاتفاق و كله بيخلص في ٣ ايام ❤️
أجمل أم وبطلة بجد في كل حاجة بتعمليها معاها. وهتفضل طول عرها فخورة ان عندها أم زيك